الثلاثاء، 4 أغسطس 2009

فريق العمل

فريق العمل
أولا: ما هو فريق العمل؟ فريق العمل هو جماعة من الأفراد والأعضاء يعملون في مجموعة واحدة، لتحقيق هدف واحد مشترك بينهم، وعلى نحو أكثر تفصيلا ففريق العمل هو"مجموعة من الناس مرتبطة بتحقيق هدف معين، تتكامل جهودهم وخبراتهم، ويعملون سوياً بحيث يكون مجموع أدائهم المشترك أكبر من مجموع جهودهم الفردية في سبيل تحقيق النتيجة المنشودة"سمات الفريق الفعال: الفريق الفعال له سمات معروفة، ونستطيع معرفة مدى فعالية أي فريق عن طريق النظر في مدى تحقق هذه السمات فيهو أبرز سمات الفريق الفعال هي:1- وضوح الرسالة والأهداف:فأهداف فريق العمل الفعال تكون واضحة تماما في ذهن كل واحد من أفراد الفريق.ويكون لتحقيق هذه الأهداف الأولوية القصوى عند كل عضو من أعضائه.قد يكون الأعضاء عندهم بعض الأهداف الشخصية التي يأملون في تحقيقها ولكن الأكثر أهمية في عملهم هو نجاح الفريق في تحقيق الهدف الذي قد حددوه معاً ولا يتوقف الأمر عند ذلك فقط بل إن كل عضو من أعضاء الفريق يعد نفسه مسئولا عن أداء ونتائج الفريق ككل وليس عن أدائه هو فقط.2- يعمل بإبداع ويشجع على الابتكار:فمن مميزات هذا الفريق الفعال الحرص على الأفكار الإبداعية و الحلول الابتكارية ويتم تشجيع كل أعضاء الفريق على ذلك.3- أدوار ومسئوليات أعضائه واضحة:فهو فريق منظم جداً يتم تحديد الأدوار وتوزيع العمل بدقة، كل فرد يعرف ويفهم دوره والهدف المطلوب منه جيدا، ولا يتوقف الأمر على معرفة الهدف فقط بل يمتد إلى أن الشخص يعرف كيف يحقق هذا الهدف وكيف يصل إلى المطلوب منه، وإن لم يكن عنده خبرة كافية فهناك من يعلمه ويساعده ويرشده في سبيل الوصول إلى هدفه. 4- أعضاؤه متعاونون ويؤازرون قيادتهم:فهناك جو تكاتفي عام في الفريق حيث يساند أعضاء الفريق بعضهم البعض، ويتعاونون بحرية في جو تكاتفي غير قائم على التهديد بل قائم على الثقة المتبادلة بين أعضاء الفريق، غير قائم على التنافس وإنما هو قائم على المشاركة والتعاون. 5- يحل الفريق خلافاته بنفسه : يعتبر الخلاف في الرأي بين أعضاء الفريق أمرا طبيعياً ونافعاً كذلك لأنه يساعد على التطوير وإيجاد الأفكار الجديدة. ولذلك فبعض الإداريين يقولون: إذا كنت أنت ومديرك دائماً على رأي واحد فأحدكما لا داعي له.وهذه ليست دعوة للمخالفة من أجل المخالفة ؛ ولكنها دعوة لإبداء الآراء ومناقشتها في حرية تامة. وأهم ضابط لصحية الخلافات بين أعضاء الفريق هو أن تكون مجرد خلافات في وجهات النظر ولا تتعدى إلى خلافات شخصية بين أعضاء الفريق تسبب نوعا من النزاع اللامرئي بينهم.6- التوجيه والرقابة الذاتية: فبمجرد ما تحدد إدارة المنظمة أهداف الفريق العامة تتاح له درجة عالية من المرونة في التحرك تكفيه لأداء مهامه دونما تدخل إضافي في التوجيه أو التحريك، وبالتالي فهو يقيم ويقوم نفسه بنفسه .7- يشعر أفراده باتجاهات إيجابية نحو المؤسسة والإدارة والعمل: حيث يشعر كل عضو في الفريق بالسعادة بانتمائه للفريق وللمؤسسة ويمتلئ قلب كل عضو من أعضاء المجموعة بالحب والود لبقية أعضاء الفريق ويحرص على الاستمرار في العمل دائما معهم. 8- يتمتع أعضاء الفريق بدافعية عالية للأداء الجيد:تتسم فرق العمل الفعالة بالإنتاجية العالية والروح المعنوية المرتفعة. ويؤدي أفراد الجماعة الفعالة معظم أوقات عملهم على درجة عالية من الكفاءة والجودة.ونكمل مع فوائد العمل كفريق:5. رفع الجودة:حيث يوجد الاهتمام بتحقيق الجودة والدقة، لأن العاملين يشعرون أنهم جزء من نشاط الفريق، ويرغبون أن يظهر فريقهم بصورة جيدة قدر الإمكان، بالإضافة إلى ذلك يطمئن أعضاء الفريق إلى حصول كل واحد منهم على حاجته من المساعدة من بقية أعضاء الفريق لإنجاز أفضل عمل ممكن، مما يؤدي إلى رفع درجة الجودة في العمل. 6. الاستفادة من التجارب والخبرات:الاستفادة كل عضو من أعضاء الفريق من الخبرات والتجارب والمعلومات السابقة التي يمتلكها بقية اعضاء الفريق مما يؤدي إلى تبادل المعلومات والخبرات ورفع كفاءة الأعضاء.7. مشاركة العاملين وتمكينهم:لا تقتصر فوائد فرق العمل على المزيد من الفاعلية و الكفاءة بل إن فرق العمل بحد ذاتها هي وسيلة فعالة لتحفيز العاملين وتمكينهم وإعطاؤهم مساحة أوسع للعمل وتوفير جو من الثقة والمشاركة في العمل، نظرا لما في فرق العمل من مساحة أكبر في التفويض والاستقلالية في العمل، وهذا بدوره يساهم في خلق بيئة عالية التحفيز ومناخ مثالي للعمل داخل المنظمة. فالإدارة حينما تشكل فريق عمل لهدف معين إنما تقول بلسان الحال لكل عضو من أعضاء ذلك الفريق"إننا على ثقة تامة بقدراتكم و مهاراتكم، كما أننا واثقون من أمانتكم وحسن رعايتكم للمهمة الموكلة". وفي هذه الرسالة غير المباشرة مساحة كبيرة من النمة والتشجيع والتحفيز للعاملين.8. الاستثمار الأكثر فاعلية للموارد والقوى البشرية:حيث أن العمل بشكل فرق يضمن التوظيف الأمثل لقوة العمل المتاحة لدى المنظمة. حيث توفر فرق العمل إطارا مناسبا للكشف عن المهارات والخبرات واستغلالها على النحو الأمثل. ومن هذه الفوائد التي ذكرناها يتبين لنا مدى أهمية وجود فرق للعمل في المنظمات والمؤسسات بل في الحياة بأكملها.
بعد أن تكلمنا عن فريق العمل بصورة عامة آن الأوان لنتكلم عن الفرد داخل فريق العمل،ما هي أبرز الصفات التي تؤهله ليكون فردا فعالا داخل فريق العمل؟؟وفي الحقيقة للإجابة على هذا السؤال يجب علينا بداية أن نعرف أن هناك مجموعتين رئيسيتين من الصفات لابد من توافرها في أي فرد فعال في فريق عمل، المجموعة الأولى معنية بالصفات الإدارية،والثانية تخص الصفات الخلقية· الصفات الإدارية:لما كان فريق العمل سوف يتولى تنفيذ العديد من المهام ذات الطابع الإداري، إذاً، لابد من أن يتوافر في أفراده قدرا من المهارات الإدارية التي تمكنه من القيام بالمهام المطلوبة. · الصفات الخلقية: يتعين على أي فريق عمل التخلق بأخلاقيات معينة لانتمائه إلى فريق العمل، بحيث يعلو على الأخلاقيات السلبية المانعة من إمكانية اندماجه وتآلفه مع بقية أفراد فريق العمل. ونتعرض الآن بشيء من التفصيل لتلك الصفات الخاصة بالعضو في فريق العمل:أولا: الصفات الإدارية: 1. امتلاك مهارة العمل الجماعي.يجب على الفرد المنضم لفريق العمل أن يكون مؤهلا للعمل بروح الفريق الواحد وأن يكون لديه المقدرة للتعامل والتعاون مع الآخرين لتحقيق الهدف المنشود فبعض الناس لا يحب أن يعمل مع الآخرين ولا يطيق أن يقيد نفسه بمتطلبات العمل مع الآخرين من التزام وانضباط وتعاون وتقديم للأهداف الجماعية على الأهداف الشخصية ، فمثل هذا الشخص غير مؤهل لأن ينضم لفريق العمل، وبالتالي فعلى الإدارة مراعاة ذلك منذ البداية وعليها ألا تدخل عنصر غير مؤهل في الفريق وإلا قد يكون سببا في إفساد عمل الفريق بأكمله. وكمثال واقعي نراه كثيرا اليوم ما نشاهده من بعض مدربي كرة القدم من اغترارهم ببعض اللاعبين ذوي المهارة العالية فيسارعون إلى ضمهم إلى الفريق ويغفلون عن حقيقة عدم استعداد هذا اللاعب للعمل الجماعي، وفي أحيان كثيرة يتسم هذا اللاعب بالأنانية المفرطة مما يسبب في النهاية تدهور أوضاع الفريق وفشله بعد انضمام هذا اللاعب إليه نظرا لفقد روحه الجماعية التي هي أهم ما يميز أي فريق. 2. القدرة على الإنجاز. يجب ان يكون لدى الفرد القدرة على إنجاز المهام المطلوبة منه وأن يتوفر لديه من الاستعدادات والقدرات التي تؤهله لإنجاز المهام وإلا لم يكن جديرا بالانضمام للفريق. فبعض الافراد لديه الاستعداد للعمل بروح الفريق ويحب التعاون مع الآخرين لكنه ضعيف بليد، ليس لديه الاصرار على إنجاز المهام المطلوبة منه وليس لديه الصبر على المتاعب والمشاق حتى يصل إلى هدفه، فمثل هذه الشخصية لا فائدة من وراء وجودها في الفريق بل تمثل عبء على الفريق وتصبح عنصر تعطيل له، ولذا فعلى الإدارة اختيار الشخصيات القوية التي تريد أن تساهم في حمل الأعباء مع الفريق لتخفف العبء من عليه لا تلك الشخصيات الضعيفة التي تريد أن يحملها الفريق فتثقله أكثروأكثر.عليها أن تختار تلك الشخصيات التي إن أضيفت إلى الفريق تكون سببا في إحداث قفزة وطفرة في أداء الفريق وليس العكس إن أضيفت إلى الفريق تكون سببا في تأخره وإبطائه. وصدق الله تعالى في كتابه حين قال"إن خير من استأجرت القوي الأمين"فيجب أن يتمتع عضو الفريق بالقوة والقدرة على الإنجاز وإلا فلا خير في استئجاره.3. القدرة على تحمل المسئولية:فما قيمة وجود فرد في الفريق وهو غير مستعد لتحمل المسئولية عن تنفيذ المهام الموكولة إليه، وكيف يحاسب إذا قصر في تنفيذ المهام وتحقيق الأهداف إذا لم يكن متحملا للمسئولية أصلا.إن أي فرد داخل الفريق عليه أن يضع هذه القاعدة في ذهنه جيدا ألا وهي(أنا أتحكم في عقلي، إذا أنا مسئول عن نتائج أفعالي)، فطالما لك عقل تفكر به وتتحكم فيه، فأنت مسئول عن نتائج أفعالك ومسئول عن قراراتك ومسئول عن وصولك إلى هدفك. 4. الانضباط والالتزام: فلا بد أن يكون لدى الفرد الاستعداد للالتزام بما تم الاتفاق عليه من قرارات و أن يكون لديه من المرونة النفسية ما تسمح له بالانضباط برأي قائد الفريق في الظروف القاسية وفي حالات الطوارئ حين لا يكون هناك وقت للمشاورة ويتحتم اتخاذ قرارات سريعة فيجب على العضو حينئذ أن يكون لديه الاستعداد للتام للانضباط حتى لو لم يتم أخذ رأيه.وإن كان الأصل هو إجراء المشاورة والأخذ برأي كل عضو من أعضاء الفريق إلا أن الضرورة أحيانا قد تقتضي غيرذلك. كذلك يجب أن يكون لدي الفرد القدرة على الالتزام بما يحب ويبغض و بما هو خفيف على نفسه وما هوثقيل عليها ليستقر الإنتاج والعمل ولا يتوقف على الحالة النفسية لاعضاء الفريق وهذا يجرنا إلى هذه السمة التالية ألا وهي: عدم تأثير حالته النفسية على أدائه في العمل.5. عدم تأثير حالته النفسية على أدائه في العمل: فيجب أن يكون لدى الفرد من القوة والصلابة التي تجعله يتجه نحو أهدافه مهما كانت حالته النفسية، وأن لا تؤثر أحواله الشخصية على إنتاجيته، فبعض الأشخاص لا يستطيع الفكاك عن همومه ومشاكله وبالتالي تجد أداءه متأرجحا متوقفا على حالته النفسية، فإذا كانت حالته النفسية مرتفعة تجده يعطيك أداءا عاليا وإذا كانت حالته النفسية منخفضة تجده لا يؤدي المطلوب منه ولا ينضبط بأهدافه والتزاماته. فمثل هذه الشخصية المتأرجحة لا يمكن أن يبنى عليها عمل له أهداف يسعى إلى إنجازها في وقت محدد، لأنه لا فائدة من إنتاج متوقف على الحالة النفسية للشخص.نعم نحن كبشر نقر أننا جميعا أحيانا تكون حالتنا المعنوية مرتفعة ونجد انفسنا مقبلين على العمل وأحيانا أخرى لا نجد من أنفسنا الإقبال على العمل وقد تكون روحنا المعنوية منخفضة ولكن هذا لا يعني أن يؤثر ذلك على مستوى الأداء في العمل وإلا ضاع العمل وضاعت الجودة وضاع كل شئ ولو كان للحالة النفسية تأثير في مستوى الأداء لم تكن لترى هذه الكفاءة الثابتة المعروفة للشركات والماركات العالمية الشهيرة في مختلف المجالات ، في السيارات، في الأدوات الكهربائية في الصناعات الثقيلة في الأحذية في الملابس، في كل شئ .... !6. تغليب المصلحة العامة على المصلحة الشخصية :فالمصلحة العامة دائما مقدمة على المصلحة الخاصة إذا حدث بينهما تعارض، ويجب على الفرد المنتمي للفريق أن يتفهم أنه بانضمامه إلى الفريق أنه يجب عليه أن يقدم مصلحة المجموع على مصلحة نفسه وأن يفكر دائما بما فيه مصلحة المجموع لا مصلحة نفسه وأن تكون قراراته بناء على المصلحة العامة لا المصلحة الشخصية وأن يتجرد عن كل هوى لنفسه في العمل . 7. احترام الآخرين وتقديرهم: وهذا أساس هام يجب أن يكون بين أعضاء الفريق أن يحترم أحدهم الآخر ويقدر وجهة نظره.. ففريق العمل مبني على احترام أعضاء الفريق بعضهم لبعض وتبادل الآراء والاستشارات بينهم في أمور العمل ولذا لن تقوم للعمل قائمة إذا فقد عامل الاحترام بين أعضاء الفريق وتحول الأمر من تشاور ونقاش من أجل الوصول إلى الحقيقة، إلى جدال وتسفيه للآراء وتعلية للأصوات ومحاولة كل فرد إثبات أن رأيه هو الصواب ورأي غيره هو الخطأ , إن وجود هذه السلوكيات المشينة في أي فرد تجعله غير مؤهل للعمل ضمن فريق وخير له أن يذهب إلى سوق حلقة الأسماك حيث سيجد الجو هناك مناسبا لسلوكياته تلك!8. الوفاء والانتماء إلى الفريق: وهو أن يشعرالفرد بالفخر والسعادة بالانتماء لهذا الفريق، و يكون دائما وفيا له وكما يقول الشافعي"الحر من راعى وداد لحظة أوانتمى لمن أفاده لفظة"، فإن قوة انتماء الأعضاء للفريق هي التي تضمن بقاء هذا الفريق دائما وصموده أمام أعتى المصاعب والتحديات، أما حين يضعف الانتماء يصبح الفريق مفككا ويمكن هزيمته وتفككه بسهولة
أما الصفات الخلقية والتي ينبغي أن يكون عليها العضو الفعال في فريق العمل فيمكننا جمعها في كلمتين هما: حسن الخلق
ومن أهم الأخلاق التي يجب أن يتمتع بها عضو الفريق : 1. الأمانة: ونقصد بالأمانة هنا ما ذكره الشيخ الغزالي في كتابه(خلق المسلم)، حين قال: (ومن معاني الأمانة أن يحرص المرء على أداء واجبه كاملا في العمل الذي يناط به، وأن يستنفد جهده في إبلاغه تمام الإحسان، أجل إنها الأمانة التي يمجدها الإسلام: أن يخلص الرجل لشغله وأن يعني بإجادته، وأن يسهر على حقوق الناس التي وضعت بين يديه، فإن استهانة الفرد بما كلف به –وإن كان تافها- تستتبع شيوع التفريط في حياة الجماعة كلها، ثم استشراء الفساد في كيان الأمة وتداعيه برمته).وذكر أيضا رحمه الله أن"الذي يلتزم حدود الله في وظيفته، ويأنف من خيانة الواجب الذي طوقه فهو عند الله من المجاهدين لنصرة دينه وإعلان كلمته، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( العامل إذا استعمل، فأخذ الحق وأعطى الحق، لم يزل كالمجاهد في سبيل الله حتى يرجع إلى بيته ))، فاحرص أن تكون أمينا في عملك حتى يكتبك الله من المجاهدين في سبيله، ولاسيما إذا كان ذلك العمل يتعلق بحقوق الناس ومصالحهم. وقد ذكر الله تعالى الأمانة في كتابه مع القوة كصفة لازمة لمن يتولى عملا من الأعمال فقال تعالى: {إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ } (26) سورة القصص.2. التودد في الكلام و الالتزام بأدب الحديث: العلاقات القوية بين أعضاء الفريق هي أساس صنع فريق ناجح، يتضح ذلك جليا من قول بن شتاين: (العلاقات الشخصية هي التربة الخصبة التي يخرج منها أي تقدم حقيقي في الحياة)، فأساس تقدم أي فريق عمل هي قوة العلاقات بين أفراده، ومن أهم ما يحافظ ويقوي العلاقات بين الأفراد هي إبداء مشاعر الود والالتزام بأدب الحديث فيما بينهم.وقد ذكر دونالد هـ. ويز في كتابه (بناء علاقات أفضل في العمل) صعوبة تكوين علاقات قوية وصداقات حميمة فقال: (نادرًا ما توجد في هذا العالم صداقات حميمة قوية وصادقة، فمعظم الأشخاص لا يزيد عدد صداقاتهم الحقيقية الحميمة عن عدد أصابع اليد الواحدة، وفي معظم الأحوال عدة أصابع من يد واحدة، ولكن رغمًا من ذلك، ففي استطاعتهم وضع قائمة طويلة بالمعارف المقربين، عدد كبير من الأشخاص يمكن أن ترحب بدعوتهم لحفل بالمنزل من حين لآخر.ويمكن أن تشمل هذه القائمة الزملاء في العمل)،ثم عرض الحل لهذه المشكلة، بقاعدة بسيطة، فقال: (الصداقة نتاج المودة).فبإبداء مشاعر الود وإظهار العاطفة تقوى العلاقات بين أفراد الفريق بصورة كبيرة وبالحفاظ على أدب الحديث نحافظ على قوة هذه العلاقة ونجعلها تقوى أكثر وأكثر. 3. إحسان الظن. فعلى عضو الفريق أن يكون حسن الظن بغيره من أعضاء الفريق و إذا سمع كلمة إساءة عنهم أو اتهام لهم بادر بالدفاع عنهم والرد عن عرضهم، ويعتبر إحسان الظن صمام أمان رئيسي للفريق يحفظه من أي مؤامرة تفريق أو تفكيك، كما يرفع من درجة الثقة أكثر وأكثر بين أعضاء الفريق. ولك العبرة في ذلك من سيدنا أبي أيوب الأنصاري وزوجته رضي الله عنه في حادثة الإفك حينما اتهم النبي صلى الله عليه وسلم في عرضه فما كان من أبي أيوب الأنصاري وزوجته إلا أن يحسنا الظن بالسيدة عائشة رضي الله عنها وسيدنا صفوان بن المعطل ـ وهو الصحابي الذي كان متهما في حادثة الإفك ـ حيث سأل أبو أيوب الأنصاري زوجته فقال لها: (يا أم أيوب لو كنت مكان عائشة أكنت تفعلين ما يقولون أنها فعلته؟) فقالت: (لا والله)، فقال: (إن عائشة خير منك)، فقالت: (وأنت لو كنت مكان صفوان بن المعطل أكنت تفعل ما يقولون أنه فعل؟)، قال: (لا والله لا أخون رسول الله)، فقالت: (وصفوان خير منك).ولذلك فعندما يعرض لك موقف إساءة ظن بفرد معك في الفريق فقل في نفسك (لا والله ما كان ليفعل ذلك فهو خير مني)، ثم بادر بالدفاع عن صاحبك وصيانة عرضه.4. بذل النصيحة: فعلى كل فرد في الفريق المبادرة لتصحيح أي خطأ يصدر من أي زميل له وفق آداب النصيحةومن آداب النصيحة: · أن لا تكون النصيحة على وجه التوبيخ أو الاستهزاء أو يقصد بها الكبر والفخر والاستعلاء · أن تكون سرا بينك وبين زميلك، ويتجنب التشهير، أو المفاخرة والمن بعد أداء النصيحة.· عدم اللجوء إلى التصريح إن كان التلميح كافيا وكما يقال"الإشارة قبل العبارة" · أن لا تكون النصيحة بنية الانتقام أو الثأر للنفس أو رد لاعتبار شخصي.· توخى ألطف العبارات في النصيحة و أسهل الألفاظ وأحسنها موقعا. · عدم انتظار قبولها وإنما عليك أداء الواجب فقط دون العتاب على عدم الأخذ بها. 5. الصبر: فعلى كل فرد في الفريق بهذه الصفة الثمينة حيث يجب عليه أن يكون لديه من قوة الصبر التي تؤهله للالتزام بما اتفق عليه مع الفريق حتى ولو كان ذلك ثقيلا على قلبه كما يجب أن يكون لديه من الصبر على أفراد الفريق لأنهم بشر و لا يخلو أي واحد من البشر من النقص وكما قال الشاعر:ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها كفى بالمرء نبلا أن تعد معايبهفإذا صدر من واحد منهم زلة أو بدر من أحدهم هفوة فعليك أن تصبر، وقائد الفريق أيضا بشر قد يقسو أحيانا وقد يغلظ القول أحيانا وهنا يكون عليك أيضا الصبر على مثل هذه الحوادث البسيطة العابرة.
على الرغم من كل ما تكلمنا عليه من سمات لفرق العمل وفوائد عديدة لها إلا أنه في كثير من الأحيان لا تعمل فرق العمل بالفاعلية المطلوبة، وقد تخرج أحياناً عن السيطرة وتبدو عليها مظاهر الفوضى وعدم الانضباط، بل قد يصل الأمر إلى انهيار وفشل ذريع لها, وسوف نعرض لك إن شاء الله سريعا بعض أسباب فشل فرق العمل لتكون على دراية بها لتنأى بفريق عملك بعيدا عن مزالقها.فلعل أبرز أسباب فشل فرق العمل هي: 1. تشجيع ثقافة العمل الفردي والتنافس بدلا من العمل الجماعي والتكاتف: مما يؤدي إلى تضخم المنافسة بين أعضاء الفريق، ويعمل كل فرد بداخله لتحقيق مصلحته لا لتحقيق مصلحة الفريق، بل قد يعكر أحد الأفراد الفريق العمل على الآخرين ليخسروا جميعا ويفوز هو، وتجد في مثل هذه الفرق من يتمنى الخسارة وعدم التوفيق لبقية أعضاء الفريق لأنه يشعر بالغيرة منهم، ناهيك عن التحاسد والتباغض الذي ينشأ في مثل هذه الأجواء ويعطل العمل أيما تعطيل.2. التركيز على إنجاز المهام فقط دون الاهتمام بالمشاعر والعلاقات الإنسانية:وهذا لا يعني أن على المنظمة إهمال الأهداف، فما قامت المنظمة أصلا إلا لتحقيق الأهداف، ولكن عليها في الوقت ذاته أن لا تشعر العاملين بأنهم مجرد ماكينات تستهلك لإنجاز الأهداف، و إذا لم تعمل بشكل جيد فسيتم إحراقها وتدميرها ولكن عليها أن تشعرهم بالاهتمام بهم وبالحرص على مصالحهم وحل مشاكلهم وتطويرهم.3. عدم توفر قائد للفريق يمتلك المعرفة والمهارة التي تساعده على بناء فريق عمل فعال: وهذه نقطة خطيرة جدا، فأحيانا يصاب الفريق بالإحباط وتنخفض روحه المعنوية بشدة حينما لا يرون في قائد الفريق الأسوة والقدوة لهم، ولا يرون فيه من المهارات والمعرفة التي تؤهله لقيادة الفريق.. عدم توظيف الطاقات بشكل جيد: حيث لا تعمل الإدارة على استغلال طاقة كل شخص وصرفها في المكان المناسب، ولا تحدد مهام وأدوار كل شخص بدقة، مما يجعل بعض الأشخاص يشعرون بالفراغ فتكثر المشاغبات والمضايقات بين أعضاء الفريق، كما يقول المثل: (العسكر الذي تسوده البطالة يجيد المشاغبات).5. التساهل في اختيار أعضاء الفريق: قد تتساهل الإدارة في اختيار أعضاء الفريق فتدخل الفريق أفرادا ليسوا أهلا لدخول الفريق، مما يسبب الكثير من المشاكل داخل الفريق، فمن المشاكل التي قد تقع، أن يكون الأشخاص المختارين غير مناسبين للمهمة الموكولة بهم، سواء كانوا من أصحاب الانحرافات السلوكية والخلقية، أو ينقصهم الانضباط والالتزام بالأهداف، أو ليست عندهم الكفاءة المطلوبة لإنجازها؛ مما يصيبهم بالإحباط والشعور باليأس ويفشل الفريق فشلا ذريعا، وقد ينقلب الفريق إلى فريق من الفلاسفة الذين لا هم لهم سوى الكلام السفسطائي الهوائي الذي لا صلة له بالواقع. فاختيار أشخاص غير مناسبين سواء كان ذلك من جهة الكفاءة أو من جهة الأخلاق أو يضعف طاقة الفريق و يقلل من إنتاجيته وفي أحيان كثيرة يؤدي إلى فشله. 6. عدم تلقي أعضاء الفريق القدر الكافي من التدريب والتطوير:فلا شك أن أعضاء الفريق يحتاجون إلى تدريبهم وتطوير أدائهم ليتمكنوا من القيام المطلوبة منهم على أكمل وجه، فإغفال جانب تدريب الفريق يجعل أي عضو في الفريق يجد نفسه مطالبا بتحقيق أهداف معينة لا يستطيع تحقيقها ولا يعرف كيفية الوصول إليها مما يؤدي إلى انخفاض روحه المعنوية وإصابته بالإحباط. 7. زيادة حجم الفريق:فهناك فرق تكثر فيها الأعداد مما يؤدي إلى وجود بطالة وحدوث الإتكالية من بعض الأعضاء على إنجازات الآخرين، مما يجعل العمل على بعض أعضاء الفريق وليس على الجميع، وبالتالي سيشعر بعض أفراد الفريق بالفراغ، ونتيجة لذلك فكما ذكرنا من قبل سيتفرغون للمشاغبات والنزاعات وإحداث المشاكل داخل الفريق، لعدم وجود شيء تصرف طاقاتهم فيه غير ذلك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق